المقال الصحفي

مفهومه:

هو الأداة الصحفية التي تعبر بشكل مباشر عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها في الأحداث اليومية الجارية وفي القضايا التي تشغل الرأي العام المحلي أو الدولي ، ويقوم المقال الصحفي بهذه الوظيفة من خلال شرح وتفســير الاحداث الجارية والتعليق عليها بما يكشف عن أبعادها ودلالاتها المختلفة.

لغة المقال الصحفي:

المقال الأدبي هو الذي يعبر عن عواطف كاتبه وتجربته الذاتية ومشاعره الوجدانية تجاه موقف خاص أو موقف عام.
المقال العلمي فهو أداة العالم لوصف الحقائق من خلال منهج علمي يقوم على الموضوعية المطلقة.
أما المقال الصحفي فهو وسط بين الاثنين ففيه شيء من ذاتية الكاتب الأدبي وفيه شيء من موضوعية العالم.

أنواع المقال الصحفي :

١/ المقال الافتتاحي Editorial Article :
هو الكلمة اليومية التي تكتبها الجريدة اليومية تعبيرا عن رأيها في موضوع معين ، ويكون عادة أبرز موضوع من الموضوعات التي تنشرها الجريدة ويهتم بها أكبر عدد من القراء . ويربط بين القراء بالصحيفة من ناحية ، وبالأحداث من ناحية ثانية.
ويتميز المقال الافتتاحي بالتعبير عن سياسة الصحيفة ، متابعة الأحداث اليومية ، الاهتمام بقضايا الرأي العام ، إبراز الخلفية التاريخية للأحداث والقضايا التي يتناولها المقال الافتتاحي بالشرح والتحليل.
كاتب المقال الافتتاحي رئيس التحرير أو كبار الكتاب في الصحيفة ، لاتزيد مساحته عن عمود أو نصف عمود.

كتابة المقال الافتتاحي :

يكتب بطريقة الهرم المعتدل يتكون من مقدمة ، جسم ، خاتمة :

مقدمة المقال الافتتاحي:
تحتوي على مدخل يثير انتباه القراء إما بعرض فكرة ، طرح قضية هامة ، إبراز خبر هام يشغل الرأي العام ، وصف مشكلة خطيرة صارت حديث الناس في المجتمع.

جسم المقال الافتتاحي:
يحتوي على المادة الجوهرية في المقال من البيانات والمعلومات ، الأدلة والبراهين ، الخلفية التاريخية للموضوع ، أبعاد الموضوع ودلالاته .

خاتمة المقال الافتتاحي:
هي أهم أجزاء المقال وعليها يتوقف مدى اقتناع القارئ أو عدمه بسياسة الصحيفة . وتضم خلاصة الآراء والأفكار ، دعوة القارئ للمشاركة في ابتكار الحلول ، ودفعه لاتخاذ الموقف.

٢/ العمود الصحفي :
هو مساحة محدودة من الصحيفة لاتزيد عن عمود ، تحت تصرف أحد كبار الكتاب بما يعبر من خلاله عما يراه من آراء أو أفكار أو خواطر فيما يراه من الموضوعات والمشاكل وبالأسلوب الذي يرتضيه ، غالبا يحتل مكان ثابت لا يتغير على إحدى صفحات الجريدة ، ينشر تحت عنوان ثابت ويظهر في موعد ثابت ويحمل العمود توقيع صاحبه وليس من الضروري أن يلتزم بسياسة الصحيفة.
وليست هناك حدود أو قيود على المجالات والموضوعات التي يطرقها كاتب العمود الصحفي . ويمتاز العمود الصحفى بخفة الظل وسهولة الأسلوب واستخدام الصيغ الاستفهامية والتعجبية، كما أنه يمزج التعبير بالتهكم والسخرية مع الحكم والأمثال المتداولة.وكاتب العمود الصحفى لا يتعمق فى البحث كما يفعل المتخصصون وكتاب المقالات التحليلية، وإنما هو يكتب على فطرته وسجيته كمواطن يعيش وسط الناس يفرح بفرحهم، ويتألم إذا اشتكوا، ولذلك فهو يهتم أكثر بكل ما يهم ويمس مشاعر القراء وعواطفهم.

أسس كتابة المقال العمودي:
يقوم بناء المقال العمودى على ثلاثة أجزاء، فالمقدمة هي في الأساس مدخل وتمهيد من الكاتب لموضوع مهم يتم تناوله فى عموده، ثم يأتي جسم العمود ليضم الحدث أو الموضوع الذي يتم تناوله بالأدلة والشواهد والبراهين .أما خاتمة المقال العمودي فهي خلاصة رأي الكاتب فى الموضوع الذى تناوله فى عموده، ولذلك فإن المقال العمودي يقوم على القالب الهرمي المعتدل.

٣/ المقال التحليلي:
يعد المقال التحليلي من أبرز فنون المقال الصحفى وأكثرها تأثيراً، وهو يقوم على التحليل العميق للأحداث والقضايا والظواهر المختلفة التى تشغل الرأي العام. ويقوم المقال التحليلي على تناول الوقائع والأحداث بالتفصيل ويربط بينها وبين أحداث أخرى ثم يستنبط منها ما يراه من آراء واتجاهات ، وهو في المعتاد ينشر أسبوعياً حيث تكون الفرصة متاحة أمام الكاتب للخوض فى مختلف مجالات النشاط الإنسانى من سياسة واقتصاد، وثقافة وفكر وأدب. ويمكن بالتالي أن نميز بين المقال التحليلي والافتتاحي من النقاط التالية (مساحته، مكانه، كاتبه)، حيث أن المقال التحليلي لاعلاقة له بسياسة الصحيفة كما هو الحال في المقال الافتتاحي، وبالتالي فهناك مساحة أكبر لكاتب المقال التحليلي في تناول الموضوعات والقضايا دون حذر أو خوف، بينما تأتي المقالات الافتتاحية معبرة عن توجه الصحيفة. ويقوم المقال التحليلي على ارتباطه بحدث تجذب حيويته أذهان القراء وانتباههم.

أنواع المقال التحليلي:

ويتم ذلك وفق التقسيم الجغرافي والموضوعي للمقال التحليلي.
(١) التقسيم الجغرافي: ويضم المقال التحليلي المحلي، والقومي، والعالي، فالمقال التحليلي المحلي وهو الذي يتناول القضايا والمشكلات داخل المجتمع الذى تصدر به الصحيفة.
أما المقال القومي، وهو الذي يتناول المشكلات والموضوعات المرتبطة بالبلدان العربية، بينما المقال العالي هو الذي يتناول قضايا ومشكلات تحدث على نطاق دولي خارج المنطقة العربية.
(٢) التقسيم الموضوعي: ويضم هذا التقسيم الآتى:
المقال التحليلي السياسي، والديني، الرياضي، الثقافي، الأدبي، الاقتصادي، العسكري، البرلماني .

ويقوم المقال التحليلي بمجموعة من الوظائف هي:
(1)
عرض وتحليل الأحداث الجارية والكشف عن أبعادها.
(2)
مناقشة وطرح القضايا والظواهر التي تشغل الرأي العام.
(3)
التعبير عن السياسات والاتجاهات السائدة فى المجتمع.

أسس كتابة المقال التحليلي:
يقوم المقال التحليلي على هيئة الهرم المعتدل ويضم ثلاثة أجزاء هي المقدمة، وجسم المقال والخاتمة، وبالنسبة للمقدمة يجب أن تتضمن أبرز حدث من الأحداث الجارية دون تفاصيل، وذلك حتى لا يصبح صلب المقال تكرار للمقدمة، أما جسم المقال فيتم عرض المعلومات بالتفصيل بموضوعية مع إبراز الخلفية التاريخية للحدث الذي يتم التعرض له بالمقال وكشف أبعاد الموضوع ودلالاته المختلفة أما في خاتمة المقال التحليلي فهي تضم خلاصة وجهة نظر الكاتب عن القضية والموضوع المطروح، وقد تأخذ الخاتمة صوراً عديدة منها النهاية الاقتباسية، والتصويرية، والملخصة، والمثل والحكمة، والمقارنات.
وعلى هذا يمكن القول أن الخاتمة تعد من أهم العناصر المؤثرة فى المقال التحليلي ذلك أنه آخر ما يطالعه القارئ من المقال، وآخر ما يترك لدى القارئ انطباعاً عن المقال وكاتبه.

٤/ المقال النقدي:
وهو يقوم على عرض وتفسير وتحليل وتقييم الإنتاج الأدبي والفني والعلمي وذلك من أجل توعية القارئ بأهمية هذا الإنتاج ومساعدته في اختيار ما يقرأه أو يشاهده أو يسمعه من هذا الكم الهائل من الإنتاج الأدبي والفني والعلمي الذي يتسم إنتاجه يومياً على المستوى القومي والدولي. ويختلف فن المقال الصحفي عن المقال الأدبي اختلافاً جوهرياً، وذلك من حيث الوظيفة والموضوع واللغة والأسلوب جميعاً، فمن الثابت أن المقال الأدبى يهدف إلى أغراض جمالية، ويتوخى درجة عالية من جمال العبارة، وذلك كما يتوخاها الأديب الذى يرى الجمال غاية فى ذاته، وغرضاً يسعى إلى تحقيقه، أما المقال الصحفي فإنه يهدف أساساً إلى التعبير عن أمور اجتماعية وأفكار عملية بغية نقدها أو مدحها، وهو على كل حال يرمي إلى التعبير الواضح عن فكرة بعينها. وعلى هذا فإن المقال الصحفي عادة ما يهتم بتفاصيل ما يجري من الأحداث اليومية في المجتمع، والأحداث التى وقعت والإحصاءات والبيانات الواردة من كل اتجاه حيث يكون أكثر اهتماماً بالأحداث وتفاصيلها، أما المقال النقدي فهو يتناول الأرقام والإحصاءات بالنقد والتحليل. ويتضمن المقال الأدبي مجالات عديدة منها المسرح والسينما والفنون من تصوير ونحت، وكذلك الإنتاج الإذاعى والتليفزيوني، والقصصي والأشعار والأغانى والكتب والمؤلفات فى مختلف التخصصات من سياسة واقتصاد، وتاريخ، واجتماع، وطب، ورياضيات....

أسس بناء المقال النقدى:
يقوم بناء المقال النقدى على طريقة الهرم المعتدل وهو فى ذلك يصبح متشابهاً مع المقال الافتتاحى والعمودي، من خلال ثلاثة أجزاء هى:
١ المقدمة:
وتتضمن القضية أو الفكرة التي يطرحها الكاتب، سواء أكانت أدبية، أو فنية، أو علمية وفيها يتم تناول التجديد والتطوير الذي أضافه هذا العمل الذى يتم تناوله بالنقد وإقبال الجمهور عليه من عدمه.
٢ جسم المقال:
وهو يشتمل على عرض موضوع العمل الفني أو الأدبي أو العلمي وتحليل وتفسير وشرح الأبعاد المختلفة له، مع مقارنة هذا العمل الإبداعي مع غيره من الأعمال سواء كان ذلك على مستوى ما كتبه الكاتب من قبل، أو على مستوى ما يتم عرضه.
٣ خاتمة المقال:
وفيه يتم تقييم العمل والوقوف على مستواه الإبداعى وفى الخاتمة تأتي دعوة الكاتب للقراء أو المشاهدين أو المستمعين إلى مشاهدة أو عدم مشاهدة هذا العمل وعلى هذا فإن النقد هو تقييم لعمل يتم عرضه، سواء أكانت ذلك مدح فى العمل أو أحد عناصره، أو نقد بعض عناصره والأخطاء التى شابت العمل ذاته.

٥/ اليوميات الصحفية:
ومقالات "اليوميات" تعد أقرب إلى فن العمود الصحفي من حيث التعبير الشخصي الذي يتم عن تفكير صاحبه، وروح المذهب الذى يميل إليه، ونظرته إلى الحياة، سواء كانت روحه ساخرة أو متواضعة، أو متغطرسة أو متكبرة وقد تتناول اليوميات نقداً سياسياً أو اجتماعياً، والكاتب هنا يعبر عن وجهة نظره، لا عن سياسة الصحيفة التى يعمل بها. ولغة اليوميات تجمع شأنها شأن العمود الصحفي بين بساطة اللغة الصحفية، وجمال اللغة الأدبية، وكذلك فى كونها تقوم على التجارب الذاتية للكاتب. ومن مميزات اليوميات أنها تتنوع فى موضوعاتها التى تصور الحياة الإنسانية بمعناها الواسع بخيرها وشرها، ويشترط فى كاتب اليوميات أن يكون معروفاً للناس من خلال مؤلفاته وإنتاجه الفكرى والأدبى.