التحقيق الصحفي

مفهومه:

فن يقوم على خبر أو فكرة أو مشكلة أو قضية يلتقطها الصحفي من المجتمع الذي يعيش فيه ، ثم يقوم بجمع مادة الموضوع بما يتضمنه من بيانـــات أو معلومات أو آراء تتعلق بالموضوع ، ثم يزاوج بينها للوصول الى الحل الـذي يراه صالحا لعلاج المشكلة أو القضية أو الفكرة التي يطرحها التحقيق الصحفي

أنواع التحقيق الصحفي :

١/ تحقيق الخلفية Bakground :
هو التحقيق الذي يستهدف شرح وتحليل الأحداث والكشف عن أبعادها ودلالاتها، تحقيق يبحث بالدرجة الأولى عما وراء الخبر ؟
٢/ تحقيق الاستعلام والتحري :
هو التحقيق الصحفي الذي يلتقط مسألة من المسائل التي تهم الرأي العام فيجمع كل التفاصيل المتعلقة بها ويعرضها على القراء ويلقي الضوء على جميع الجوانب ، هذا النوع من التحقيقات ينطلق من النظر إلى التحقيق الصحفي باعتباره أداة من أدوات تشكيل الرأي العام.
٣/ تحقيق البحث أو التحقق Investigation :
هذا النوع من التحقيقات الصحفية يشبه إلى حد كبير التحقيق الذي تجريه الشرطة في كشف الجرائم الغامضة أي يستهدف الكشف عما لايعرفه أحد مثل الكشف عن تلاعب في توزيع المواد التموينية.
٤/ تحقيق التوقع Anticipation :
هذا النوع من التحقيقات يستهدف مساعدة القاريء ليس فقط في معرفة كيف وقع هذا الحدث أو ماذا جرى في هذه القضية وانما يستهدف أيضا وبدرجة أهم مساعدة القاريء في معرفة كيف سيتطور هذا الحدث وإلى أين ستنتهي الأمور بهذه القضية ، أي أن كاتب التحقيق يقول للقارئ ماذا سيجري في المستقبل؟ مثلا، ماذا سيحدث بعد ارتفاع الأسعار؟
٥/ تحقيق الهروب Escapism :
يلبي التحقيق حاجة القارئ إلى التسلية والإمتاع ، وهو يشد القارئ بعيدا عن مشاكله اليومية ويهرب به عن اهتماماته السياسية ليقدم له الجوانب المسلية والطريفة في الحياة مثل الرحلات المثيرة ، والأحداث الغريبة ، والموضوعات التي تدور عن نجوم السينما والرياضة.

وبجانب هذه الأنواع الخمسة الهامة للتحقيقات الصحفية ، هناك أنواع أخرى للتحقيقات لابد ان يوليها محرر التحقيقات أهمية مثل التحقيقات التي تعرض للافلام الجديدة أو المعارض والندوات أو التي تتناول بعض القضايا التاريخية أو موضوعات الموضة.

إعداد التحقيق الصحفي:

١/ اختيار فكرة التحقيق:
يقوم المحرر بتحديد جميع الأفكار الصالحة للتنفيذ في شكل تحقيق صحفي ، ثم يقوم باختيار أحد تلك الأفكار ، ذلك من خلال الاعتماد على مصادر الأفكار التي تصلح تحقيقا صحفيا ، تخضع هذه العملية لعدة اعتبارات لعل أهمها أن تكون هذه الفكرة مستوحاة من الأحداث الجارية أو مرتبطة بالقضايا التي تشغل المجتمع وأن تكون فكرة التحقيق جديدة ومبتكرة وقادرة على جذب الاهتمام ، ومن الاعتبارات الأخرى تحديد هدف الموضوع وأهميته للقاريء ومدى اتفاقه مع السياسة التحريرية للصحيفة ، واختيار الوقت المناسب لإعداد التحقيق ونشره.
٢/ جمع المادة الأولية للتحقيق:
يقصد بالمادة الأولية المعلومات الخلفية للموضوع ويمكن للمحرر الحصول عليها من جهتين :
أ- أرشيف المعلومات الصحفية:
يوجد في الصحيفة نفسها ، حيث يجد جميع ماكتب عن الموضوع في الصحف والمجلات وكل ماوضع عنه من دراسات ووثائق.
ب- المكتبة الصحفية:
وهي المصدر الثاني للمعلومات الأولية الخاصة بموضوع التحقيق الذي يسعى الصحفي لدراسته ، وجمع أفكار حوله حيث يجد المحرر الكتب والمؤلفات التي تناولت الموضوع أو دارت حوله.
٣/ تنفيذ التحقيق:
تتناول خطة التنفيذ مهمة البحث عن المعلومات الحية عن الموضوع ، والمعلومات الحية تعني الأشخاص الذين يدور حولهم التحقيق أو يمسهم من قريب أو بعيد ، وذلك من خلال إجراء المقابلات الصحفية ، وتتناول أيضا تحليل المعلومات والآراء المجموعة وتصنيفها بهدف الوصول إلى النتائج أو التصورات المقترحة.

كتابة التحقيق الصحفي:

هناك ثلاثة قوالب فنية لكتابة التحقيق الصحفي تقوم جميعها على أساس البناء الفني للهرم المعتدل، أي أن كل قالب لابد وأن يتكون من ثلاثة أجزاء : المقدمة ، والجسم ، الخاتمة. وهذه القوالب هي:
١/ قالب الهرم المعتدل المبني على العرض الموضوعي :
يعرض المحرر وبشكل موضوعي القضية أو المشكلة التي يتناولها التحقيق من خلال المقدمة التي يحرص فيها على إثارة اهتمام القارئ بالموضوع وتقوم المقدمة بالتركيز على الزاوية الأساسية لموضوع التحقيق في حين يعرض في جسم التحقيق بقية زوايا الموضوع وتتولى الخاتمة خلاصة ما أنتهى اليه المحرر من آراء أو تصورات أو حلول للقضية أو المشكلة التي يتناولها التحقيق الصحفي.
٢/ قالب الهرم المعتدل المبني على الوصف التفصيلي :
يصف المحرر في مقدمة التحقيق صورة عامة سريعة للحدث أو يصف جزءا بارزا منه بينما يترك الوصف التفصيلي للحدث ليكتب في جسم التحقيق الصحفي. أما الخاتمة فهي إما تربط بين التفاصيل المتناثرة لصورة الحدث بحيث تقدم لنا في النهاية الصورة المتكاملة له أو تقتصر على الانطباعات الأخيرة للمحرر عن هذا الحدث.
٣/ قالب الهرم المعتدل المبني على السرد القصصي:
يكتب على شكل قصة يسردها كما تسرد القصص الأدبية ، هذا القالب وإن تماثل في بنائه الفني مع القصص الأدبية أي له بداية وعقدة ونهاية إلا أنه يختلف عنها في كونه يقوم على الوقائع الحقيقية وليس على الوقائع الخيالية كما هو الشأن في القصص الأدبية ، ويستخدم في التحقيقات التي تتناول الموضوعات الإنسانية